التحذير الغامض... قصة فضيعة

قد تبدو هذه القصة غير قابلة للتصديق للبعض، لكنها حدثت بالفعل مع "فاسيلي" قبل عدة سنوات. حتى هو، في كل مرة يرويها، يجد صعوبة في تصديق أنها حدثت حقًا.


التحذير الغامض... قصة فضيعة


انتقل "فاسيلي" إلى المدينة مباشرة بعد انتهائه من الدراسة. جميع أفراد عائلته كانوا يعيشون في قرية تبعد حوالي 18 كيلومترًا، وكان يزور والدته وجدته بانتظام.


"فاسيلي، لماذا لم تأتِ لزيارتنا بعد؟" كانت والدته تعاتبه على الهاتف.


"أمي، سأزوركم في أقرب وقت أستطيع، لكن لدي الكثير من العمل الآن"، كان يرد عليها. وكان هذا صحيحًا، فهو كان شابًا في بداية حياته المهنية وكان يُحمّل بالكثير من المهام. مضت الأسابيع وهو لم يجد وقتًا لزيارة عائلته.


"فاسيلي، حالة جدتك تتدهور"، قالت له والدته.


"أمي، الجميع في إجازة الآن ولا أستطيع المغادرة"، أجابها. كانت فترة الصيف، وقت الإجازات لكثير من الناس.


"ستموت وستندم"، قالت والدته بحزن، كما لو كان لديها شعور مسبق.


"ماذا تقولين؟" ارتعب "فاسيلي".


لم تمر أسبوعان حتى اتصلت به والدته تحمل خبرًا سيئًا.


لم يستطع "فاسيلي" تصديق ما سمعه. جلس في منزله يلوم نفسه، مدركًا أنه كان يستطيع زيارتها، لكن دائمًا ما كان هناك شيء ما يمنعه.


في ذلك اليوم، أخذ إجازة من العمل لحضور جنازة جدته. للأسف، كان الصباح ممطرًا بغزارة، ولكن "فاسيلي" لم يستسلم. بمجرد أن قرر الذهاب، انطلق في سيارته وبدأ رحلته.


كانت مساحات الزجاج الأمامي تكافح لمواكبة الأمطار الغزيرة، ولم يستطع "فاسيلي" رؤية الكثير أمامه. فجأة، ظهرت فتاة على جانب الطريق، ترتدي ثوبًا خفيفًا ومبتلة تمامًا.


"يا فتاة، اصعدي إلى السيارة بسرعة!" قال "فاسيلي" وهو يفتح لها الباب.


"شكرًا جزيلاً"، قالت الفتاة وهي تصعد. شعر "فاسيلي" بشيء مألوف تجاهها، لكنه لم يستطع تذكر من تكون.


"أنا فاسيلي"، قدم نفسه دون أن ينظر إليها.


"وأنا بولينا"، ابتسمت الفتاة.


استمروا في الحديث خلال الطريق حول مواضيع مختلفة.


"أين أستطيع أن أوصلكِ؟" سألها "فاسيلي".


"أوصلني بالقرب من مقبرة القرية"، أجابت "بولينا".


"حسنًا"، قال "فاسيلي"، معتقدًا أن الطلب غريب بعض الشيء.


"نحن أيضًا سنكون هناك اليوم"، قال "فاسيلي" بحزن.


"هل أنت ذاهب إلى جنازة؟" سألت "بولينا".


"نعم، جدتي توفيت، ولم أتمكن حتى من وداعها"، أجاب "فاسيلي" بحسرة.


"لا تقلق، جدتك كانت تعلم أنك تحبها وتحترمها، ولم تنساها أبدًا. الناس في المدينة لديهم الكثير من الأمور المهمة للقيام بها هذه الأيام"، قالت "بولينا".


استمروا في القيادة تحت المطر الغزير. في لحظة ما، رأوا رجلاً يقف على جانب الطريق يطلب توصيلة. كان "فاسيلي" على وشك التوقف، لكن "بولينا" أمسكت بيده وطلبت منه الاستمرار في القيادة. من خلال المرآة الخلفية، رأى "فاسيلي" الرجل يضرب الأرض غاضبًا. كان على وجهه ندبة عميقة لا يمكن تجاهلها.


"ها قد وصلت"، قالت "بولينا" وهي تستعد للنزول من السيارة.


"لماذا لم تريدي أن نتوقف لهذا الرجل؟" سأل "فاسيلي" بفضول.


"بعض الناس طيبون، وبعضهم الآخر سيئون"، أجابت "بولينا" قبل أن تختفي في الأمطار الغزيرة.


واصل "فاسيلي" القيادة بمفرده وهو يفكر في تلك الفتاة الغامضة. لكنه عندما رأى منازل القرية، نسي الأمر.


"فاسيلي!" صرخت والدته وهي تعانقه بمجرد دخوله المنزل.


"نعم، يا له من طقس غريب اليوم..." قال وهو يهز رأسه.


بعد أن خف المطر، خرج الجميع إلى الجنازة. بمجرد أن خرج النعش من المنزل، أشرقت الشمس من خلف الغيوم. كانت خالته تحمل صورة جدته وتسير في المقدمة، تتبعها الحشود.


في المقبرة، بينما كان الكاهن يلقي بعض الكلمات، لم يستطع "فاسيلي" أن يرفع عينيه عن الصورة. الفتاة في الصورة كانت ترتدي نفس الثوب الذي رأى "بولينا" ترتديه، وكانت تشبهها بشكل مذهل.


بعد الجنازة، عاد الجميع إلى المنزل.


"أمي، لماذا اخترتم هذه الصورة للجدة؟" سأل "فاسيلي".


"هي التي طلبت ذلك: عندما تدفنوني، استخدموا فقط هذه الصورة على شاهد القبر"، أجابت والدته بحزن.


كان "فاسيلي" في حالة صدمة. بقي يومًا آخر لمساعدة أفراد العائلة ثم عاد إلى عمله.


بعد أسبوع، رأى جريدة محلية على مكتب زميله. فتحها بدافع الفضول وكاد أن يغمى عليه. الوجه الذي كان يحدق به من الصفحة كان وجه الرجل ذي الندبة. كان مطلوبًا من السلطات. كان يوقف السيارات على الطريق، وعندما تتوقف، يخرج شركاؤه من الأدغال ليهاجموا السائق، يسرقوا السيارة، وفي أحيان كثيرة يقتلونه.


لكن ما صدم "فاسيلي" أكثر هو قراءة أن في اليوم الذي رأى فيه هذا الرجل، تم العثور على شاب مخنوقًا في الغابة، بدون أي وثائق أو أموال.


"يا إلهي، ربما كانت تلك الفتاة الغامضة هي جدتي حقًا. لقد أنقذت حياتي عندما منعتني من التوقف لذلك الرجل." لم يستطع "فاسيلي" التخلص من هذه الأفكار.


في عطلة نهاية الأسبوع التالية، عاد "فاسيلي" إلى المقبرة، جلس أمام قبر جدته، وحدق في صورتها. الآن لم يكن لديه أي شك: جدته هي التي أنقذته. والأمر الأكثر غرابة هو أن اسم جدته كان "بولينا" أيضًا...

المنشور التالي المنشور السابق