واجبات الزوج المشتركة في الإسلام
ينظر الإسلام إلى الزوج باعتباره دعامة تدعم القوس الدقيق للعلاقة من حيث الانسجام الزوجي. يحدد القرآن والحديث واجبات الزوج تجاه زوجته، المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية.
إن توفير الصيانة والدعم المالي من الواجبات الأساسية، كما ورد في الآيات القرآنية. لكن واجبات الزوج تتجاوز الدعم المالي. كما يجب على الزوج أن يظهر اللطف والاحترام لزوجته ويضمن لها الحماية والأمان.
وسنناقش الواجبات المشتركة للزوج في الإسلام والتي تعزز علاقة الرعاية والمحبة بين الزوج والزوجة.
6 واجبات الزوج الشائعة تجاه زوجته في الإسلام
هناك واجبات أساسية على الزوج في الإسلام تشكل أساس العلاقة الزوجية المتناغمة، مثل:
الآن، تحقق من الواجبات الستة الأساسية للزوج تجاه زوجته في الإسلام ، كل منها متجذرة في القرآن ويجسدها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
1. تقديم الصيانة والدعم المالي (نفقة)
الزوج مسؤول عن توفير النفقة والدعم المالي لزوجته من خلال مفهوم النفقة في الإسلام. ويستلزم ذلك توفير المسكن والملبس وغير ذلك من الضروريات.
وهو مستمد من الآيات القرآنية والأحاديث التي تؤكد على دور الزوج كمعيل للأسرة ورعايتها.
وتسلط الآيات القرآنية مثل سورة النساء (4:34) الضوء على مسؤولية الزوج في إعالة زوجته مالياً. يقول الله تعالى:
«الرجال قوامون على النساء، كما رزقهم الله الرجال على النساء وكلفهم بنفقاتهم. والنساء الصالحات قانتات، وحافظات لما عهد الله إليهن عندما يكونن بمفردهن. وإذا أحسستم من نسائكم بسوء الخلق فانصحوهن «أولا» فإن أصروا فلا تشاركوهن في المضاجع «فإن أصروا فأدبوهن بلطف». فإن بدلوا فلا تظلمهم. إن الله العلي العظيم».
كما أن مفهوم المهر جزء لا يتجزأ من المبادئ الإسلامية، وهو يرمز إلى التزام الزوج بإعالة زوجته. وقد جاء ذلك في سورة النساء (4: 4):
«آتو النساء «تزوجتم» مهورهن بالمعروف. ولكن إن تركوا بعضًا منه طوعًا، فيمكنكم التمتع به مجانًا بضمير مرتاح.»
وتؤكد التعاليم الإسلامية على أهمية أداء هذا الواجب، حيث يعتبر منع الرزق عن من يعول خطيئة.
وفي صحيح مسلم 996 عن خيثمة قال: بينما نحن جلوس عند عبد الله بن فجاء عمر في وكيله. فقال (ابن عمر): هل زودت العبيد بالرزق؟ قال: لا، قال: اذهب فأعطهم، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: حسب الرجل من هذا الذنب أن يمنع الرزق من هو سيده. "
ويوضح هذا الحديث أهمية القيام بهذا الواجب في الإسلام. ولذلك، يجب على الزوج أن يقوم بواجبه في إعالة زوجته وإعالتها مالياً.
2. إظهار اللطف والاحترام
للقيام بمسؤولياته تجاه زوجته في الإسلام، يجب على الزوج إظهار اللطف والاحترام. يولي الإسلام أهمية كبيرة لمعاملة الزوجات، مشددًا على قدوة النبي محمد في إظهار حسن الخلق وحسن معاملة النساء.
وفي الحديث الموجود في جامع الترمذي 1162 عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا. وخياركم خياركم لنسائكم».
يسلط هذا الحديث الضوء على أهمية إظهار اللطف والاحترام تجاه الزوجة في الإسلام.
وحديث آخر موجود في صحيح البخاري 3331 عن أبي هريرة أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال:
«استوصوا بالنساء خيرًا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته كما هو، ستبقى ملتوية. فعاملوا النساء بالحسنى."
ولذلك يجب على الأزواج أن يعاملوا زوجاتهم بلطف واحترام، ويعرفون قيمتهن ويحترمون حقوقهن وفقا لتعاليم الإسلام.
3. ضمان الحماية والأمن
في الإسلام، يجب على الزوج أن يعطي الأولوية لسلامة زوجته ورفاهيتها لضمان حمايتها وأمنها. وتشمل هذه المسؤولية حمايتها من الأذى الجسدي والعاطفي ، سواء داخل الأسرة أو في المجتمع الأوسع.
يدين الإسلام بشدة أي شكل من أشكال العنف أو سوء المعاملة، ويؤكد على أهمية خلق بيئة آمنة ومأمونة للزوج. ومن المتوقع أيضًا أن يوفر الزوج لزوجته مسكنًا مناسبًا يضمن الخصوصية والراحة والاستقلالية.
4. إشباع الرغبة الزوجية
ووفقا للشريعة الإسلامية، من واجب الزوج أن يحقق رغبات زوجته الزوجية. يعترف الإسلام بأهمية العلاقة الجسدية الحميمة بين الأزواج ويشجعهم على تلبية الاحتياجات والرغبات الحميمية المشروعة لبعضهم البعض.
وقد أكد نبينا صلى الله عليه وسلم على أهمية الحفاظ على علاقة حميمية صحية ضمن حدود الزواج. ثبت في صحيح مسلم 1436 د عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأتِ، فصار منظره غاضبًا عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح».
وهذا يسلط الضوء على أهمية عدم إهمال رغبات الشريك الحميمية.
5. التعامل بالعدل والإنصاف
يفرض الإسلام على الزوج أن يعامل زوجته بالعدل والإنصاف. قال نبينا محمد (ص):
«من كان له امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة يجر عضوا من جسده وهو مسدل». (ابن حبان والحاكم).
العدل والإنصاف في العلاقات الزوجية يشمل معاملة الزوجتين بالتساوي في الحب والمودة والرزق. ويعني أيضًا تجنب المحسوبية أو التمييز أو المعاملة غير العادلة.
6. تقديم الإرشاد الديني
والزوج مسؤول أيضًا عن تقديم التوجيه الديني لزوجته. وتشمل هذه المسؤولية مساعدة زوجته في أمور الإيمان وخلق بيئة روحية راقية داخل الأسرة.
ويتم تشجيع الزوج على دعم التعليم الديني لزوجته وتشجيع السلوك الصالح. وينبغي لكل من الزوج والزوجة أن يسعى إلى النمو الروحي ويكرس نفسه لله.
لقد كان نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) قدوة حسنة في معاملة زوجاته باحترام والتأكيد على أهمية النمو الروحي في العلاقة الزوجية.
وفي سنن أبي داود 2928 حديث: «عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. فالأمير الذي على الناس راع ومسئول عن رعيته. والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته؛ والمرأة راعية على بيت زوجها وأولاده، وهي مسؤولة عنهم؛ وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه. فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
كما أمر الله المؤمنين أن يقيوا أنفسهم وأهليهم من النار. وفي سورة التحريم الآية 6 يقول تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ».
ولذلك، يحتاج الزوج إلى تقديم التوجيه الديني لزوجته والتأكد من أنها تعيش وفقا للمبادئ الإسلامية.
الوفاء بحقوق الزوجة وإقامة علاقة زوجية سعيدة
ويجب على كل زوج أن يدرك المسؤوليات الجسيمة الملقاة على عاتقه تجاه زوجته. فالنفقة والإحسان والحماية وإشباع الرغبات الزوجية والعدل والإرشاد الديني من واجبات الزوج الأساسية في الإسلام .
يمكن للأزواج إقامة علاقة محبة ورعاية مع زوجاتهم من خلال الالتزام بمبادئ الآيات القرآنية والأحاديث. نرجو أن يكون كل رابط زواج في الإسلام انعكاسًا لهذه التعاليم الإلهية، مما يخلق بيوتًا مليئة بالرحمة والتفاهم ووعي الله عز وجل. أنظر المقال: كيف تكوني زوجة صالحة في الإسلام؟ نصائح وحيل عملية