الأسباب الرئيسية الخامسة لأزمة القذائف الكوبية
في عام 1962، وصلت توترات الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي إلى درجة الحمى، مما وضع العالم على حافة حرب نووية.
و كان السوفييت قد بدأوا في شحن الأسلحة النووية إلى كوبا، وهي جزيرة تبعد 90 ميلا فقط عن ساحل فلوريدا. وردا على ذلك، شن جون ف. كينيدي حصارا بحريا حول الجزيرة. طريق مسدود.
لمدة 13 يوما، شاهد الكوكب مع التنفس الخفافيش، خوفا من التصعيد. ويتفق الكثيرون على أنها أقرب ما يكون إلى حرب نووية شاملة.
ولكن كيف أصبحت الحرب الباردة ساخنة إلى هذا الحد؟ ما الذي قاد البلدين إلى مثل هذه الأعمال العدائية، وكيف تورطت كوبا؟ هنا شرح على الأسباب الرئيسية 5 لأزمة الصواريخ الكوبية.
1. الثورة الكوبية
في عام 1959، أطاح الثوار الكوبيون بقيادة فيدل كاسترو وتشي غوفيرا بنظام الديكتاتور فولجينسيو باتيستا. وقد اقام متمردو حرب العصابات كوبا كأول دولة شيوعية فى نصف الكرة الغربى واستولوا على اى شركات مملوكة للولايات المتحدة للدولة .
وجدت الولايات المتحدة نفسها، التي كانت آنذاك تعارض الشيوعية تماما وصوتيا، مع جار شيوعي على بعد 90 ميلا فقط من الطرف الجنوبي لفلوريدا.
2. خليج الخنازير كارثة
بعد عامين من الثورة الكوبية، في نيسان/أبريل 1961، شنت الولايات المتحدة غزوا فاشلا لكوبا. وقد ساءت العلاقات بين البلدين بعد الثورة حيث وقعت شركات السكر والبترول الامريكية تحت السيطرة الكوبية .
كانت حكومة جون كينيدي لديها ذراع وكالة المخابرات المركزية وتدرب مجموعة من المنفيين الكوبيين المناهضين لكاسترو. وهبطت القوة المدعومة من الولايات المتحدة في خليج الخنازير في جنوب غرب كوبا في 17 نيسان/أبريل 1961.
وسرعان ما سحقت القوات المسلحة الثورية الكوبية التابعة لكاسترو الهجوم. ولكن خوفا من هجوم اخر تقوده الولايات المتحدة ، لجأ كاسترو الى الاتحاد السوفيتى للحصول على الدعم . في ذروة الحرب الباردة، كان السوفييت أكثر من مستعدين للإلزام.
3. سباق التسلح
اتسمت الحرب الباردة بالتطور السريع للأسلحة النووية، وخاصة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. وقد شهد ما يسمى ب "سباق التسلح" إنتاج البلدين وحلفائهما لعدد لا يحصى من القنابل الذرية والرؤوس الحربية.
كانت الولايات المتحدة تحتفظ ببعض أسلحتها النووية في تركيا وإيطاليا، بسهولة في متناول الأراضي السوفييتية. مع الأسلحة الأمريكية المدربة على الاتحاد السوفياتي، بدأ الزعيم السوفياتي نيكيتا كروشوف شحن الصواريخ إلى الحليف الجديد للاتحاد السوفياتي: كوبا.
4- اكتشاف صواريخ سوفياتية على كوبا
وفي 14 تشرين الأول/أكتوبر 1962، قامت طائرة خفية من طراز U-2 من الولايات المتحدة بالمرور فوق كوبا وصورت إنتاج صاروخ سوفياتي. وصلت الصورة إلى الرئيس كينيدي في 16 أكتوبر 1962. وكشفت ان كل مدينة امريكية رئيسية تقريبا و هى بار سياتل تقع فى مرمى الرؤوس الحربية .
كانت الحرب الباردة تزداد سخونة: فقد وضعت مواقع الصواريخ السوفييتية في كوبا أميركا تحت التهديد.
5. الحصار البحري الأمريكي
وبعد علمه بالصواريخ السوفياتية على كوبا، قرر الرئيس كينيدي عدم غزو الجزيرة أو قصف مواقع الصواريخ. وبدلا من ذلك، فرض حصارا بحريا في جميع أنحاء البلاد، وأغلق أي شحنات أسلحة سوفياتية وعزل الجزيرة.
وفي هذه المرحلة، بلغت الأزمة ذروتها. واعتبر الكثيرون أن الجمود الذي أعقب ذلك هو الأقرب إلى الحرب النووية في العالم.
والحمد لله، قام كينيدي وكروشوف بحل الصراع. أزال السوفييت صواريخهم من كوبا ووافقت الولايات المتحدة على عدم غزو كوبا أبدا. كما أزال كينيدي سرا الرؤوس الحربية الأميركية من تركيا.